محاكمة قيادة الاتحاد في 1978 (10): البشير المبروك ينفي عن النقابيين اي تفكير في الانقلاب على الدولة
تابعت محكمة أمن الدولة المنتصبة لمحاكمة قيادة الاتحاد في 1978 (9) في سبتمبر/أكتوبر 1978 استنطاق النقابيين المتهمين بالمسؤولية عن أحداث 26 جانفي 1978. فبعد الاستماع الى الاخ محمد صالح الشلي، دعا رئيس المحكمة الى قفص الاتهام الاخ البشيرالمبروك الكاتب العام للجامعة العامة للبناء والاخشاب وأجرى معه الاستنطاق على النحو التالي:
الرئيس: انت متهم بارتكاب جريمة الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وجريمة تحريض السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بواسطة السلاح وجريمة اثارة الهرج والتشويش مما نتج عنه القتل والحرق. لماذا قمت بكل هذا؟
البشير المبروك: يستحيل ان اكون قد قمت بهذه الافعال.
الرئيس: انت اضربت يوم 26 جانفي عن العمل.
المبروك: كنت محاصرا بدار الاتحاد منذ يوم 25 جانفي.
الرئيس: هل وافقت على مبدأ الاضراب؟
المبروك: مع جملة اعضاء الهيئة الادارية للاتحاد.
الرئيس: الهيئة التي اجتمعت يوم 22 جانفي 1978؟
المبروك: نعم.
الرئيس: لابد انك اعطيت الاوامر لمن كان تحت اوامرك بصفتك رئيس نقابة لكي يشاركوا في الاضراب.
المبروك: مبدأ الاضراب لم اقرره وحدي بل قررته الهيئة الادارية.
الرئيس: لماذا تقرر الاضراب؟
المبروك: تقرر على اثر الهجومات التي حصلت على مقر الاتحادات.
الرئيس: هل هناك سبب اخر، كمحاولة اغتيال الحبيب عاشور مثلا؟
المبروك: هذا شيء قديم.
الرئيس: ومع ذلك اضربتم كثيرا من اجل ذلك؟
المبروك: نعم حصل ذلك.
الرئيس: لماذا تستوجب الاضراب محاولة اغتيال شخص منكم او تهديده بالاغتيال؟
المبروك: اننا اعتبرنا ذلك ضربة ضد الاتحاد لان محاولة اغتيال امينه العام تدعو الى الاضراب.
الرئيس: قضية التهديد بالاغتيال هذه حصلت عندما كان الحبيب عاشور بجزيرة قرقنة وقد بلغه ان فلانا توعد بقتله، وحضر الحبيب عاشور واثار الدعوى لدى النيابة العمومية واحيلت القضية بموجب انابة من حاكم التحقيق وناب في القضية الاستاذ الهيلة وطالب بالقيام بالحق الشخصي.
(هنا تدخل الاستاذ الهيلة ليقول انه قام بالحق الشخصي واحيل ملف القضية على الدائرة القضائية التي قضت بسجن المورط فيها)
الرئيس: نعم حصل ذلك واتضح بأن المسدس الذي هدد المتهم بواسطته الحبيب عاشور، هو من قبيل لعب الاطفال مسدسا قائلا، ثم ان القضية قد اتصل بها القضاء ولم يعد هناك مبرر لحدوث الاضرابات المتوالية بمختلف مدن الجمهورية.
ماذا بقي إذا تركنا جانبا الاعتداء على دور الاتحاد وموضوع محاولة الاغتيال؟ لم يبق وراء الاضراب سوى التفكير في احداث انقلاب على الدولة وهي الجريمة الاولى الموجهة اليك.
المبروك: ابدا سيدي الرئيس لم نفكر في ذلك بالمرة.
الرئيس: اذن لماذا اشتعلت يوم 26 جانفي النيران بتونس ومات 51 شخصا وجرح 324 اخرون وحصلت عدة اضرار بالممتلكات بلغت قيمتها نصف مليار؟
المبروك: انا لا اعرف ما حصل خارج الاتحاد لاني كنت موجودا منذ يوم 25 بداخله.
----------
الصورة: يظهر الاخ البشير المبروك في الصورة على يسار القارئ ثانيا في الصف الثاني بين الاخوين خليفة عبيد على يمينه وعلي السميري على يساره.