محمد الهادي العفيف: لا احد له الإمكانية لتجاوز الاتحاد
و انا طالب في اواسط الثمانينات، كان الفقيد حبيب عاشور يحتفل بعيد الشغل في بورصة الشغل، و كنت ممن نادوا بأن لا مكان لليمين في اتحاد الشغالين... لكن اذكر أيضا ان حين حاول محمد مزالي اخونة الاتحاد هو والدساترة أصبحت عاشوريا حتى النخاع، لأننا فهمنا ان لتونس خيمة تتجاوز الأنا المتضخم داخلي للتنازل.
فالاتحاد سبق الدولة من الأربعينات وسبق حكومة الاحتلال وحكومة شنيق و مزالي الأولى... و الصراع مع الدسارة، و تمكن من رسم أدق التفاصيل، كما سبق الباهي الادغم و انقلاب بورقيبة على مشروعه الاجتماعي واحمد بن صالح وما ادراك والهادي نويرة وتفاهات محمد مزالي وبترودولار الاخوان والانقلاب السخيف لبن علي.
و لم تخصنا المصائب لأننا في الاتحاد منظمة تعديلية، وأعترف ان لي رأي قد يبدو ثوريا لكننا في منظمتنا لا مكان للاستمناء فالإنسانية لا تطرح على نفسها الا المهام القادرة على إنجازها.
تربينا جميعا على مقولة ان الأيادي المرتعشة لا تصنع التاريخ، لا يلزمني الا حق مقاومة، اية تقاوم و نحن لها، لا للإخوان و احتياطهم يمينا و يسارا، والذباب المدافع عن السلطة الناشئة قد نفهمها بالدلالات الطبقية.
إن الإتحاد ليس للبيع، نختلف داخله و لكن لا نختلف حوله، موتوا حيثما شئتم لكن رجاء لا تموتوا بيننا، فلسننا ممن نخاف من حب هذا البلد و لن نخاف بالامضاء والبصمة.
محمد الهادي العفيف