فصل المقال في ما بين الاتحاد والرئيس من انفصال
ساند الإتحاد حركة الخامس والعشرين من جويلية بكل وضوح في كل بياناته منذ عام تقريبا ورغم الجفوة التي تعامل بها الرئيس فلم يصدر من القيادة النقابية ما يجعل هذه الجفوة قطيعة وانفصالا وفضل الإتحاد التفاوض النقابي مع الحكومة وحلحلة بعض المسائل العالقة بهدوء والتصدّي لتدخلات البنك الدولي وشروطه دون مواجهات حادة....
ومنذ بدأ الحديث عن الحوار الوطني أراد الإتحاد أن يكون حوارا حقيقيا وبدأت الأمور تأخذ نسقا تصاعديا وصولا إلى القطيعة والتهديد والوعيد من الجانبين وهو ما أغرى المناوئين للرئيس فتقاطروا على مقر المركزية تزلفا وتقربا ولكن غايتهم التي لا تخفى هي مزيد صب الزيت على النار ليتمترسوا وراء الاتحاد ويدفعوه إلي معركة مفتوحة وخطيرة مستغلين الإضراب العام ووصل الأمر بهم إلى بث الأراجيف والدعايات واستغلال عملية إعفاء القضاة الفاسدين حتى كان أخطر عمليات التأجيج الإيهام بعملية عسكرية ضد القيادة النقابية ومقرات الإتحاد...
وإزاء هذا الوضع الخطير الذي بدأت المركزية في ادراك خطورته فإن الواجب على كل وطني حقيقي الدعوة إلى التهدئة وإذابة الجليد وفتح باب التفاوض والتقريب بين الرئاسة والإتحاد وسد الطريق أمام منظومة الفساد الشامل التي تستشعر الخطر وتلملم صفوفها الهشة وتستغل الظروف...
لاشك أن نقطة الخلاف هي الحوار الوطني ماهية ووظيفة ومآلات وأنه في بداياته ومن الحصافة إعادة النظر فيه ليكون للشغالين بالفكر والمساعد دور مهم فيه وفي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في الدستور القادم والاتحاد أيضا قوة اقتراح إيجابي ففيه خيرة الخبراء المتمكنين الذين بإمكانهم الإضافة الإيجابية.... إن ما لايتم بالمشورة والتفاوض لن يفضي إلا إلى صراع دائم لا مصلحة فيه للوطن ولا لتونس الجديدة الممكنة التي نتوق إليها بعد سنوات الجدب والسواد.
- الشاعر بلقاسم بن جابر