دولي

حاتم العويني المنسق الإقليمي للاتحاد الدولي للشبكات يستقيل من منصبه تضامنا مع القضية الفلسطينية

 أعلن الرفيق حاتم العويني المنسق الإقليمي للاتحاد الدولي للشبكات بشمال افريقيا والشرق الأوسط ،مساء الخميس 9 نوفمبر 2023 استقالته رسميّا من منصبه ومن كلّ مهامّه بالمنظمة تضامنا مع القضية الفلسطينية وانتصارا  للحقّ الفلسطيني في التحرّر والانعتاق والمقاومة بكلّ أشكالها.

 رسالة الاستقالة التي كتبها الرفيق حاتم العويني ونشرها على صفحته الخاصة حررت في اللغات العربية والفرنسية والانقليزية وهذا نصها الكامل:

أستقيل... وأتهم

هل يحتاج دم … بهذا الوضوح إلى معجم لنفهمه؟!

الحركة النقابية الدولية في قبضة الصهيونية!!

إني الممضي أدناه حاتم العويني المنسق الإقليمي للاتحاد الدولي للشبكات UNI Global Union بشمال افريقيا والشرق الأوسط والتي تشمل كلّ المنطقة العربية، أعلن استقالتي رسميّا من منصبي ومن كلّ مهامّي بالمنظمة المذكورة وذلك للأسباب التالية:

1- عجز الاتحاد الدولي للشبكات Uni Global Union وفشله في اتخاذ موقف واضح ينسجم مع إرث الحركة النقابية الدولية التقدمي المساند لفلسطين ولكلّ قضايا التحرّر الوطني وتأخّره في قول كلمة الحقّ المبدئيّة، ولأنّه بعد صمت طويل أصدر بيانا ينحاز كلّيّا للكيان الصهيوني وما أتاه من كذب وزور وبهتان وقلب للحقائق في سرديته للأحداث. 

 2- تصامم وتعامي جل المنظمات النقابية الدولية أمام المجازر والجرائم الفظيعة والإبادة الجماعيّة التي يرتكبها الكيان الصّهيوني في غزّة، وعجزها عن إدانتها بوضوح وتجاهلها التامّ لمعاناة الشعب الفلسطيني بكل فلسطين وخاصّة في غزّة حيث يعاني شعبنا من أبشع وأفظع عملية إبادة جماعية عرفها العصر الحديث بقتل ما يزيد عن عشرة آلاف مدني نصفهم نساء وأطفال وجرح ما يزيد عن 25 ألف مدني فلسطيني، 40 ألف وحدة سكنية دمرت بالكامل، وتدمير أكثر من 220ألف بيت. وتهجير أزيد من 1،5 مليون ساكن، فضلا عن القصف العشوائي الأعمى الذي طال حتى المستشفيات والمدارس والمعابد والمآوي والحصار المطلق المضروب على غزّة وحرمان 2،2 مليون فلسطيني فيها من كلّ أسباب الحياة كالماء والكهرباء والغذاء والوقود والانترنت والدواء والعلاج...

 ورغم كلّ هذا الدم، ورغم كلّ هذه المعاناة، ورغم كلّ هذا الصلف والظلم والقتل والدّمار، تصرّ المنظمات النقابية الدولية، ومنها المنظمة التي كنت أعمل بها، ومن خلال أغلب بياناتها على أن تساوي بين الضحية   والجلّاد المحتلّ الغاصب بل وتنتصر للجلّاد المحتلّ الصهيوني بلا مواربة مسوّقة أنّ ذلك أقصى ما يمكن أن تصدره حفاظا على وحدتها، وهو ما يفضح هيمنة اللوبي المساند للصهيونية والكيان الصهيوني داخلها. رغم وجود العديد من أصدقاء وصديقات فلسطين من المناضلين الأحرار الذين ساندوا وضغطوا وصارعوا بكل ما أوتوا من قوة لكن دون جدوى. 

3- إنكار الاتحاد الدولي للشبكات وكلّ الاتحادات الدولية النقابية حقّ الشعب الفلسطيني في المقاومة بكافّة أشكالها، الذي تقرّه وتضمنه مختلف المواثيق والقوانين والاتفاقيات الدولية، وإصرارها على اتهام المقاومة بالإرهاب ووصمها بقتل المدنيين كذبا.

فلتعلموا أنّ الأقصى الذي لديكم هو أقلّ بكثير من الأدنى المطلوب لدينا كنقابيين أحرار مساندين لفلسطين وحقّها المشروع في المقاومة. 

وهو بعيد كل البعد عن المبادئ التي تأسّست عليها الحركة العمّالية والنقابية الأممية والدولية، بل إنّه خيانة للمبادئ الإنسانية النبيلة وتنكّر للقوانين والمواثيق الدولية وضرب لكلّ مقولات ومبادئ الحركة النقابية الدولية التقدّمية التي خيضت على أساسها كلّ المعارك التقدّمية التي قادتها الحركة العمّالية والنقابية الدولية مساندة لحركات التحرّر الوطني في الأربعينات والخمسينات في افريقيا وآسيا وأمريكا وتصدّت على أساسها للعدوان الثلاثي على مصر وعارضت بمقتضاها حرب الفيتنام، وبعدها أدانت كلّ حروب الامبريالية الأمريكية والبريطانية والفرنسية وانقلاباتها.... في افريقيا وأمريكا الوسطى واللاتينية (لاوس، كمبوديا، قواتيمالا، الكونغو، انغولا، بوركينافاسو...)

وقبل كلّ ذلك وأثناءه وبعده كانت الحركة العمّالية والنقابية في العالم سندا وداعما لحركة التحرّر الوطنية الفلسطينية وللثورة الفلسطينية بكلّ مراحلها.

لكنّها اليوم تدير ظهرها لكلّ ذلك التاريخ العظيم وتتقهقر إلى الوراء وتستدير يمينا وترتمي في أحضان العنصرية والصهيونية والابارتيد. 

ففي الوقت الذي خرج فيه ملايين الأحرار في العالم يتقدّمهم نقابيون ونقابيات في واشنطن، شيكاغو، لندن، برلين، برشلونة، مدريد، جاكرتا، كولالمبور، تونس، الدار البيضاء، بغداد، وغيرها من مدن العالم، …

وفي الوقت الذي أصدرت فيها المنظمات النقابية التقدّمية المناضلة في أغلب البلدان بيانات مشرّفة تنتصر فيها للحقّ الفلسطيني وتساند فيها القضية الفلسطينية بلا تردّد ولا مواربة،

وفي الوقت الذي تحرّكت فيه منظمات عريقة ومنها الاتحاد العامّ التونسي للشغل المساهم في تأسيس الاتحاد الدولي للنقابات (سيزل سابقا) وكلّ المنظمات النقابية الدولية المهنية Gufs بلا استثناء) الذي أصدر بيانات وأرسل رسائل يرفض فيها مواقف الاتحادات الدولية جميعا وخاصّة موقف الاتحاد الدولي للنقابات ITUC في رسالة منشورة باللغات الثلاثة رفضت المواقف المهادنة والمساندة للكيان الصهيوني والمعادية للقضية الفلسطينية ومقاومتها المشروعة ودعت الحركة النقابية العالمية إلى العودة إلى ثوابتها التاريخية. وهذه الرسالة تعدّ مرجعا وبوصلة نحو فلسطين لكلّ نقابات العالم.

وفي الوقت الذي ترفض فيه الحركة العمّالية، بتأطير من النقابات، في بلجيكا واسبانيا وبريطانيا شحن البواخر المحمّلة بالأسلحة المتّجهة إلى الكيان الصهيوني الغاصب، انتصارا لغزّة وفلسطين،

وفي الوقت الذي ينخرط فيه العمّال عبر العالم وكلّ نقاباتهم المحلية في حملة المقاطعة للكيان الصهيوني المجرم الغاصب ويقودون حملات المقاطعة BDS والتوعية بأهميتها، يصمت الاتحاد الدولي للشبكات UNI Global Union ومعه كلّ الاتحادات الدولية النقابية المهنية Gufs والاتحاد الدولي للنقابات ITUC /CSIعن كلّ الجرائم الصهيونية البشعة، ويدينون جميعا المقاومة الفلسطينية ويتّهمونها بالإرهاب وينكرون الحقّ الفلسطيني في مقاومة الاحتلال ويساندون المحتلّ الصهيوني الغاصب بوضوح وجلاء.

وعــــــــــــــــــــــــليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه:

فإنّني وبصفنتي مناضلا نقابيّا تربّيت في الاتحاد العامّ التونسي للشغل، مدرسة محمد علي الحامي وفرحات حشاد، بانية حركة التحرّر الوطني بتونس وراعية النضال الوطني ضدّ الاستعمار الفرنسي وداعمة الثورة الفلسطينية منذ نشأتها إلى الآن، وقبله تربّيت في الاتحاد العامّ لطلبة تونس الذي يعتبر أنّ الواجب النضالي الأوّل للحركة الطلابية هو مساندة كلّ حركات التحرّر الوطني في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية بكلّ الأشكال النضالية المتاحة. 

وبصفتي كذلك منتميا إلى الوطنيين الديموقراطيين (الوطد)الذين قدّموا قوافل من الشهداء في فلسطين وجنوب لينان واعتبروا أنفسهم دائما جزءا من حركة التحرّر الوطني العربية ووضعوا تحرير فلسطين كلّ فلسطين من النهر إلى البحر على رأس جدول أعمالهم،

فإنّني أعلن أنّني لا أنتمي إلى هذه الحركة النقابية العالمية بعناوينها الحالية التي أعتبرها رجعية ويمينية، بل أنتمي إلى تلك الحركة النقابية العمّالية المنتصرة لحركات التحرّر والتقدّمية شكلا وجوهرا.

أنتمي إلى الاتحاد العامّ لطلبة تونس والاتحاد العامّ التونسي للشغل والوطد وكلّ الحركة النقابية الدولية والعربية المناضلة التقدّمية المناصرة لحركات التحرّر الوطني في العالم. 

وبناء على كلّ ما تقدّم وأكثر، ممّا تضيق به الورقة والمجال (وسوف نعود له بأكثر تفصيل).

فإنني أعلن استقالتي من منصبي منتصرا للحقّ الفلسطيني في التحرّر والانعتاق والمقاومة بكلّ أشكالها.

 

 *المجد والخلود للشهداء والخزي للأعداء الصهاينة وعملائهم وخدمهم وأدواتهم. 

*عاشت فلسطين حرّة متحرّرة من النهر إلى البحر. 

*الهزيمة والعار والانكسار والزوال للكيان الصهيوني الاسرائيلي المجرم الغاصب.