دولي

"قتال عنيف في خان يونس والأمم المتحدة تدعو إلى مواصلة تمويل " الأونروا

غزة / وكالات - تشهد مدينة خان يونس قتالا عنيفا الأربعاء 31 جانفي 2024  وسط دعوات من الأمم المتحدة إلى مواصلة المساعدات لغزة عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). 

وخلال الليل، قال شهود عيان إن قصفا عنيفا طال مدينة خان يونس المدمّرة في جنوب قطاع غزة حيث تخوض القوات الصهيونية معارك على الأرض مع مقاتلي حركة حماس. 

وأفادت وزارة الصحة في القطاع التابعة لحماس عن إستشهاد 125 شخصا خلال أعمال العنف في غزة منذ الثلاثاء حتى صباح الأربعاء.

بدورها، أفادت طواقم مستشفى الأمل، أحد أكبر مستشفيات المدينة إلى جانب مجمع ناصر الطبي، عن قتال في محيطه وعن نقص في المواد الغذائية. 

وقالت فلسطينية فرت إلى رفح "خرجنا من مستشفى ناصر بدون فرشات، تحت نيران الدبابات والقصف الجوي. لم نعرف إلى أين نذهب ولم يحددوا لنا مكانا نذهب إليه. نحن نعيش في البرد من دون خيام ولا شيء للبقاء على قيد الحياة". 

وفي قطاع غزة المحاصر والمدمر والذي يعاني أزمة إنسانية خطيرة، دفع القتال 1,7 مليون فلسطيني إلى الفرار من منازلهم من أصل 2,4 مليون نسمة بحسب الأمم المتحدة. 

وما يزيد من محنة السكان التهديد الذي تتعرض له المساعدات التي تديرها وكالة "الأونروا" بعدما اتهم  الكيان الصهيوني  12 من موظفيها البالغ عددهم 30 ألفا بالتورط في هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. 

وعقب الاتهامات التي وجّهها الكيان الصهيوني  إلى موظفي الأونروا، علّقت 13 دولة تمويلها للوكالة في انتظار أن تقدّم توضيحات حول ذلك. 

وحذر رؤساء وكالات انسانية تابعة للأمم المتحدة في بيان مشترك الأربعاء بأن قطع التمويل عن وكالة "الأونروا" سيكون له "عواقب كارثية" على غزة. 

وقال بيان صادر عن اللجنة الدائمة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة التي تشمل الشركاء الرئيسيين المعنيين بالشؤون الإنسانية داخل المنظمة وخارجها، إن "سحب التمويل من الأونروا أمر خطير وقد يؤدي إلى انهيار النظام الإنساني في غزة، مع عواقب إنسانية وحقوقية بعيدة المدى في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي جميع أنحاء المنطقة". 

بدورها، قالت منسقة الأمم المتحدة للمساعدات في غزة سيغريد كاس الثلاثاء إنه لا يمكن لأي منظمة أن "تحل مكان" الأونروا موضحة "لا يمكن أي منظمة إطلاقا أن تحل مكان الإمكانية الهائلة ونسيج الأونروا ومعرفتها بسكان غزة".

كذلك اتّهم الكيان الصهيوني  الثلاثاء الوكالة بأنها سمحت لحماس باستخدام بناها التحتية في قطاع غزة في أعمال عسكرية. 

وقال المتحدث باسم الحكومة إيلون ليفي في بيان إن "الأونروا هي واجهة لحماس. وهي مخترقة بثلاث طرق رئيسية: توظيف إرهابيين على نطاق واسع والسماح لحماس باستخدام بناها التحتية في أنشطة عسكرية والاعتماد على حماس في توزيع المساعدات في قطاع غزة". 

واعتبرت الولايات المتحدة أن على الأونروا أن تتخذ إجراءات "حتى لا يتكرر هذا النوع من الأمور" مقرّة في الوقت نفسه بالدور "الحيوي" لهذه الوكالة. 

على الصعيد الدبلوماسي، تعمل الولايات المتحدة الأمريكية  ومصر وقطر على محاولة إقناع الكيان الصهيوني  وحماس بالاتفاق على هدنة جديدة بعد هدنة أولى استمرت أسبوعا في نوفمبر وسمحت بإطلاق سراح رهائن في غزة مقابل سجناء فلسطينيين في  تل أبيب .

وأكّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن "الحركة تسلمت المقترح الذي تم تداوله في اجتماع" عقد في باريس بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز وكبار المسؤولين المصريين والصهاينة  والقطريين. 

وأشار في بيان إلى أن حماس "بصدد دراسته وتقديم ردها عليه على قاعدة أن الأولوية هي لوقف العدوان الغاشم على غزة وانسحاب قوات الاحتلال كليا إلى خارج القطاع"، مضيفا أن قيادات في الحركة دعوا إلى مصر "لبحث اتفاق الإطار الصادر عن اجتماع باريس ومتطلبات تنفيذه". 

من جهته، استبعد رئيس الوزراء الصهيوني  بنيامين نتانياهو الثلاثاء إطلاق سراح "آلاف" الأسرى الفلسطينيين في إطار أي اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. 

وهدد الوزير اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الثلاثاء بالانسحاب من الحكومة في حال إبرام أي اتفاق "غير محسوب" مع حماس لاستعادة رهائن تحتجزهم الحركة في غزة. 

وفي المنطقة عادت المخاوف من توسع رقعة النزاع إلى الواجهة بعد مقتل ثلاثة جنود أميركيين الأحد في الأردن في هجوم بطائرة بدون طيار نسبته واشنطن لجماعات موالية لإيران. 

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء أنّه اتخذ قرارا بشأن طريقة الرد على الهجوم مؤكدا في الوقت نفسه أنّه لا يريد "حربا أوسع نطاقا" في الشرق الأوسط. 

وشنّت الولايات المتحدة وبريطانيا حملة من القصف الجوي ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن والذين ينفذون هجمات متكررة على سفن في البحر الأحمر. 

والأربعاء، أعلن الحوثيون في بيان إطلاق عدة صواريخ على مدمرة أميركية في البحر الأحمر، بعدما أفادت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) فجرا عن إسقاط "صاروخ كروز مضاد للدبابات" أطلقه الحوثيون باتجاه البحر الأحمر، مؤكدة أنه "لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات".