دولي

قصف "إسرائيلي" مكثف على رفح وبايدن ينتقد الرد "المفرط" على هجوم حماس

غزة / وكالات -  يشنّ الكيان الصهيوني  غارات مكثفة اليوم الجمعة  9 فيفري 2024 على رفح في أقصى جنوب قطاع غزة مع تلويحها بهجوم بري حذّرت واشنطن من تبعاته "الكارثية"، بينما اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن ردّ الدولة العبرية على هجوم حماس "مفرط".

وبعد أكثر من خمسة أشهر على اندلاع الحرب بين الكيان المحتل  وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023 ، باتت رفح القريبة من الحدود مع مصر، والتي تؤوي أكثر من مليون نازح فرّوا من الدمار والمعارك في باقي مناطق القطاع المحاصر، محور الترقب بشأن المرحلة المقبلة.

في غضون ذلك، يبقى القلق على حاله من احتمال التصعيد إقليميا، خصوصا في شمال تل أبيب  حيث سقطت صواريخ ليل الخميس بعد تأكيد الدولة العبرية استهداف مسؤول عسكري في حزب الله بضربة جوية في مدينة النبطية بجنوب لبنان، وفي اليمن حيث شنّ الجيش الأميركي ضربات جديدة على مواقع للحوثيين.

وأنهى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس جولة إقليمية هي الخامسة له منذ اندلاع الحرب، سعى خلالها للدفع في اتجاه هدنة طويلة تتيح الافراج عن الرهائن لدى حماس وإيصال المزيد من المساعدات وتواصل واشنطن العمل على التوصل لصيغة اتفاق بالتعاون مع الدوحة والقاهرة.

على رغم ذلك، يستمر القصف الصهيوني المكثف خصوصا على مدينة رفح حيث يقيم أكثر من 1,3 مليون شخص، وفق الأمم المتحدة. وغالبية هؤلاء هم نازحون من مدينتي غزة وخان يونس خصوصا.

وأشارت وزارة الصحة التابعة لحماس الى إستشهاد أكثر من 100 شخص جراء القصف الصهيوني  في مختلف أنحاء القطاع خلال الليل، بينهم ثمانية في رفح. وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إستشهاد  ثلاثة أطفال على الأقل في رفح.

وتدرجت العمليات العسكرية الصهيونية بداية من شمال القطاع ومدينة غزة، وصولا الى المناطق الوسطى خصوصا مخيمات اللاجئين، وبعدها خان يونس التي تشهد منذ أسابيع قصفا مكثفا ومعارك ضارية.

وعلى رغم تعرضها للقصف، تبقى رفح في منأى نسبيا عن العمليات العسكرية المباشرة والتدمير الواسع. 

لكن رئيس الوزراء الصهيوني  بنيامين نتانياهو أكد الأربعاء أنه أمر الجيش بـ"التحضير" لهجوم على رفح، ما أثار مخاوف دولية على مصير المدنيين.

وحذّرت الولايات المتحدة الامريكية ، أبرز داعمي  الكيان المحتل  سياسيا وعسكريا في الحرب، من وقوع "كارثة" في رفح.

وقال نائب المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل إنّ واشنطن "لم ترَ بعد أيّ دليل على تخطيط جاد لعملية كهذه"، محذّراً من أنّ "تنفيذ عملية مماثلة الآن، من دون تخطيط وبقليل من التفكير في منطقة" نزح إليها مليون شخص، "سيكون كارثة".

وبعد ساعات من ذلك، وجّه بايدن انتقادا ضمنيا نادرا الى الكيان الغاشم . 

وقال بايدن خلال مؤتمر صحافي ردّاً على سؤال إن "الردّ في غزة... مفرط"، مؤكدا أنه بذل جهودا منذ بدء الحرب لتخفيف وطأته على المدنيين.

وبعيد اندلاع الحرب، أعلن الكيان الصهيوني  تشديد حصاره المفروض على غزة.

ويشهد القطاع أوضاعا انسانية كارثية مع شحّ المساعدات التي تؤكد المنظمات الانسانية الدولية أنها تبقى أقل بكثير من حاجات السكان. 

وحذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس من أن حياة مئات الآلاف عرضة للخطر في شمال قطاع غزة ووسطه بسبب نقص الغذاء. 

وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن آخر مرة سُمح فيها للوكالة بتسليم إمدادات إلى المنطقة كانت في 23 جانفي 2024 .

وقال "لقد حددت الأمم المتحدة جيوبا عميقة تعاني المجاعة والجوع في شمال غزة... يعتمد ما لا يقل عن 300 ألف شخص يعيشون في المنطقة على مساعداتنا من أجل بقائهم على قيد الحياة". 

بموازاة المسار العسكري، تستمر الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب. 

وغادر بلينكن المنطقة الخميس من دون إعلان التوصل الى هدنة طويلة، على رغم تأكيده وجود امكانية لتحقيق ذلك. 

وبدأت في القاهرة الخميس مباحثات جديدة تقودها مصر وقطر سعيا للتوصل الى اتفاق تهدئة بين حماس و الكيان المحتل ، بعد رفض الأخيرة مقترحات للحركة بشأن هذا الاتفاق في وقت سابق هذا الأسبوع. 

الى ذلك، شدد وزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات والأردن ومصر، على ضرورة اتخاذ خطوات "لا رجعة فيها" لإقامة دولة فلسطينية، خلال اجتماع عقدوه ليل الخميس في السعودية. 

وأفادت وكالة "فرانس برس" عن  مصدران دبلوماسيان مطلعان على التحضيرات للاجتماع، أن الهدف منه كان صياغة موقف عربي موحّد بشأن الحرب. 

وأكد المجتمعون "ضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزة والتوصل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وفقاً للقانون الإنساني الدولي، ورفع كافة القيود التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع"، وفق وكالة "واس" السعودية الرسمية.

وأبرزوا "أهمية اتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين على خطوط الرابع من جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، مؤكدين أن قطاع غزة "جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وعن رفضهم القاطع لكافة عمليات التهجير القسري". 

الى ذلك، أعلن الجيش الصهيوني أنّ حوالى 30 صاروخاً أُطلقت ليل الخميس-الجمعة من لبنان باتجاه شمال الدولة العبرية بعيد ساعات على إصابة قيادي عسكري في حزب الله بجروح خطرة في ضربة جوية صهيونية  استهدفت سيارته في مدينة النبطية بجنوب لبنان. 

وقال متحدث باسم الجيش "بوسعنا أن نؤكّد أنّ نحو 30 صاروخاً أطلقت من لبنان باتجاه منطقتي عين زيتيم ودالتون في شمال تل أبيب"، مؤكدا عدم تسجيل "إصابات بشرية". 

وأتى القصف بعيد تأكيد الجيش أنّه شنّ الخميس ضربة جوية استهدفت "قيادياً" عسكريا في حزب الله، يتهمه بالضلوع في الهجمات الصاروخية التي يشنّها نحو الكيان الصهيوني  منذ اندلاع حرب غزة. 

ولم يعلّق الحزب على الضربة لكنه تبنى لاحقا "استهداف قاعدة ميرون الجوية" بالصواريخ "رداً على الاعتداءات الصهيونية على القرى والمدنيين وآخرها العدوان على مدينة النبطية". 

وليل الخميس الجمعة، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية  استهداف أربعة زوارق مُسيّرة مفخّخة وسبعة صواريخ كروز كانت "جاهزة للإطلاق ضد سفن بالبحر الأحمر" من جانب المتمردين الحوثيين في اليمن. 

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن هذه الزوارق والصواريخ قد رصِدت "في مناطق باليمن يُسيطر عليها الحوثيّون" وكانت تمثّل "تهديدا وشيكا". 

ومنذ 19 نوفمبر 2023 ، نفّذ الحوثيون المدعومون من إيران، هجمات على سفن تجارية يشتبهون بأنها مرتبطة بالكيان الصهيوني  أو متّجهة إلى موانئه، قائلين إن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة. 

و شنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ثلاث موجات ضربات على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 جانفي 2024 .

وتقول واشنطن ولندن إن الضربات هدفها تقليص قدرات الحوثيين على تهديد حركة الملاحة.