على غرار ناظم الغزالي الذي رددها متوجعا: عجب تعيروننا بطول العمر، عجب عنا تريدون منع الدواء!!!
بقلم
محمد العروسي بن صالح*
من سمع منكم المطرب العراقي الراحل ناظم الغزالي يتأوّه متعجبا من تلك التي "عيّرته بالشيب " يلمس دون عناء الألم الكبير الذي بلّغه لنا ذلك الرجل العظيم لا سيما من خلال تكراره لفظة "عجب " سواء وصل التعيير الى شخصه تحديدا أو أنه أدى كلمات كتبها غيره.
ومهما يكن من أمر، فقد أدّاها بإتقان كبير فوصلنا، نحن المشيب، ألمه الشديد وتعجّبه من انّ شابة قد تكون لا تعرفه ولا تدريه، مزهوّة بجمالها وشبابها تُعيّره [وتُعيّرنا معه] بالشيبات، علما وانه عاش 42 سنة فقط وكُتب عنه أنه كان دائم الاناقة والابتسامة وطيب المعشر.
قد نلتمس للشابة مُعيّرة ناظم الغزالي – ونحن معه – عذرا فلرُبّما كانت جميلة، أخّاذة، هيفاء، مليحة، وغير ذلك من الاوصاف الكثيرة فزادها " زينها " تيها على تيه، أمام ما تكرّم به علينا، نحن المشيب، نحن الشيوخ، نحن "يا حاج" ، أحد المسؤولين على مؤسسة عمومية، ببحثه عن " فتوى تجيز منع الدواء على المُسنين الذين يبلغون سنا متقدمة بدعوى فقدان الأمل في الشفاء مبررا " فتواه" بالتكاليف الباهظة التي لا يمكن أن تتحملها المؤسسات الممولة داعيا إلى إعطاء الأولوية في العلاج للمرضى الأقل سنا ."
نزيد فنلتمس عذرا لـ" معذبة " مطربنا الراحل ناظم الغزالي ومُعيّرته بالشيب أمام ما سبق ان تكرّم به ازاءنا نحن المشيب، نحن الشيخوخة، نحن "راجل كبير" مدير عام احدى الوزارات القريبة من شؤوننا فقال ما معناه ان صعوبات الصناديق الاجتماعية متأتية من طول أعمار المتقاعدين وارتفاع أمل الحياة.
لم يأت الموظفان المشار اليهما بجديد في الموضوع فقد سبقهم غيرهم من المسؤولين الى مثل هذه الآراء والأفكار التي يمكن ان نلخصها في رغبة لم يفصح عليها جميعهم وهي " ان يسافر الموظفون والعمال الى عالم أرحب، شهرين او ثلاثة وبالكاد سنة واحدة بعد احالتهم على شرف المهنة" حتى تتوفر بذلك الأموال التي كانت تنفق في مجال منح التقاعد او الشيخوخة أو في مجال الدواء الذي يحتاجه بعضهم.
أعرنا صوتك ومهجتك يا ناظم الغزالي حتى نتوجّع بإنشاد " عجب، عجب " ممن هم نتاج المدرسة العمومية والدولة الوطنية فلم يجدوا من حيلة لتبرير قصورهم الا فتوى تقصير العمر!!!
-----
* شايب متقاعد منذ 2012
* استمعوا الى الاغنية في هذا الفيديو Ayratni Belshayeb - Nazem Al-Ghazali عيرتني بالشيب (جودة عالية) - ناظم الغزالي