إعتبرها قفزة الى الوراء : مرصد مدنية الدولة يتساءل عن جدوى التشبّث بالرؤية وتجاوز العلم

الشعب نيوز / ناجح مبارك - بعد أن تعوّدت بلادنا طيلة سنوات عديدة على اعتماد الحساب العلمي الذي يضبطه علماء الفلك في تحديد تواريخ دخول الأشهر القمرية بطريقة دقيقة، تنفيذا لاتفاقية إسطنبول، اعتبر منير الشرفي رئيس المرصد الوطني للدفاع عن الدولة المدنية أن ما قامت به تونس يعد قفزة إلى الوراء في أواخر الثمانينات، عندما قررت السلطات السياسية القائمة آنذاك العودة إلى اعتماد رؤية الهلال لتحديد تاريخ دخول الأشهر القمرية، وما تبع ذلك من إطلاق المدافع المُرهبة عند آذان المغرب...
وقال أنه إجراء لا علاقة له بالدين، وإنما كان قرارا سياسيا بحتا يهدف إلى سحب البساط من تحت أقدام الإخوان المسلمين الذين كانوا في تلك الفترة يسعون إلى التأخّر بالبلاد في شتى المجالات باسم الدين.
* اعتماد الحساب
اليوم، وبعد مرور أكثر من ثلاثين سنة عن هذا القرار السياسوي الظرفي، مازال الشعب التونسي يُعاني من الضبابة وينتظر تصريح المفتي ليتبيّن نتيجة عملية "الرؤية" التي كثيرا ما تتعذّر.
وهو ما حصل فعلا عندما أعلن عن دخول شهر رمضان الحالي اعتمادا على الحساب ودون مشاهدة الهلال.
وإذ يعتبر المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة أن هذه الوضعيات المُتخلّفة تعيق السير الطبيعي للحياة في القرن الحادي والعشرين، وأن التمسّك بالرؤية هو نكران للعلم وللتقدّم والتحضّر، فإنه يدعو بإلحاح شديد إلى التراجع الفوري عن اعتماد "الرؤية" كوسيلة رسمية لتحديد تواريخ الأعياد.
كما يتمسّك المرصد بإعلاء صوت العلم الذي يُفترض أن يكون بوصلة سائر المجالات الأخرى في الدولة المدنية.