رياضي

دوري أبطال أوروبا: كومان يبحث عن "وقت إضافي"

قد يكون مستقبل ​رونالد كومان​ مع ​برشلونة​ الإسباني محسوماً بالنسبة للرئيس ​خوان لابورتا​، لكن المدرب الهولندي سيبحث هذا الأسبوع عن "وقت إضافي" من خلال الفوز بالمباراتين الهامتين ضد ​بنفيكا​ البرتغالي في ​دوري أبطال أوروبا​ و​أتلتيكو مدريد​ حامل اللقب في الدوري المحلي.

بعد ثلاث مباريات من دون فوز بدأها بهزيمة مذلة في "كامب نو" على يد بايرن ميونيخ الألماني بثلاثية نظيفة في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة لدوري الأبطال، ومؤتمر صحافي تلا فيه بياناً من دون السماح للصحافيين بطرح أسئلتهم مطالباً فيه بمزيد من الدعم في هذه المرحلة، بدا كومان وكأنه يعدّ الساعات الأخيرة من حقبته مع النادي الكتالوني.

وعقب تعادل مخيب مع قادش في الجولة قبل الماضية من الدوري المحلي في مباراة انتهى فيها الأمر بالمدافع جيرارد بيكيه بأن يلعب في الخط الأمامي، دعا الأخير الى التحلّي بالهدوء في هذه المرحلة من الموسم، لكنه تجنّب تأييد مدربه الهولندي الذي طُرد في اللقاء وعوقب بايقافه مباراتين.

لكن الفوز على ليفانتي 3-صفر الأحد في المرحلة السابعة، أدى وإن كان لفترة وجيزة على الأقل في رفع الحالة المزاجية قبل أسبوع يمكن اعتباره اختباراً أساسياً لمعرفة ما إذا كان كومان سيعود الى مقاعد التمارين بعد النافذة الدولية المخصصة للمنتخبات الوطنية.

بعد مباراة بنفيكا في أول لقاء بين الفريقين منذ دور المجموعات لموسم 2012-2013 (فاز برشلونة خارج ملعبه 2-صفر وتعادلا إياباً صفر-صفر)، يلعب " البلوغرانا " السبت في الدوري المحلي خارج الديار ضد أتلتيكو مدريد حامل اللقب الذي يعاني بدوره من بداية صعبة.

الخسارة في أي من المباراتين ، حتى وإن كان الموسم في بدايته، قد تمثل ضربة مدمّرة لآمال برشلونة في أي من المسابقتين وربما تقنع مجلس الإدارة بالحاجة الى التغيير الآن.

لكن في حال تحسّن النتائج والفوز بالمباراتين الهامتين، قد يحصل كومان على مساحة للتنفس حتى وإن بات محسوماً بأن الهولندي ليس الخيار الطويل الأمد لرئيس النادي لابورتا.

وقد يستفيد لابورتا نفسه من فترة من الاستقرار، نظراً لأنه يحتاج الى الوقت ليس فقط لتحديد خليفة للهولندي، بل أيضاً لإقناع أي مدرب بالانضمام الى نادٍ لا يزال يعمل على سداد أكثر من مليار يورو من الديون ويعاني من أزمة مالية كبيرة جداً أدت الى خسارة نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي لصالح باريس سان جيرمان الفرنسي، وستحرمه في المستقبل القريب من إجراء أي تعاقدات مؤثرة.

وعلى الرغم من أن فترة التوقف الدولي لمدة أسبوعين قد تبدو اللحظة المفضلة لإجراء تغيير، فإن المدرب الجديد، في حال التعاقد مع واحد، سيخوض ثلاث مباريات صعبة للغاية في مستهل مشواره ضد فالنسيا ودينامو كييف الأوكراني والغريم ريال مدريد، مما يعني أنه يواجه احتمال السقوط في أول مشواره.

السيناريو الأفضل لكومان ومجلس إدارة النادي هو أن يتعافى الفريق بطريقة مماثلة للموسم الماضي حين بدأ الدوري متعثراً قبل أن يرفع مستواه تدريجياً.

كانت هناك بالتأكيد أسباب للتفاؤل ضد ليفانتي بعد الفوز العريض الذي تحقق في الوقت المناسب قبل هذين الاختبارين الهامين جداً للفريق هذا الأسبوع.

وكانت عودة الشاب أنسو فاتي الى الفريق بعد غياب لعشرة أشهر بسبب الإصابة، السبب الأكبر للحماس في أروقة النادي الكتالوني وفي أرضية الملعب، لاسيما أن وريث ميسي في ارتداء القميص رقم 10 وجد طريقه الى الشباك بعد دخوله بديلاً.

ويمكن أن تكون عودة فاتي مفصلية بالنسبة لبرشلونة الذي قرر أيضاً التخلي عن الفرنسي أنطوان غريزمان على سبيل الإعارة لفريقه السابق أتلتيكو مدريد، وذلك ليس بسبب ما سيضيفه ابن الـ18 ربيعاً من قوة الى هجوم الكاتالوني وحسب، بل لما يمثله الآن أكثر من أي وقت مضى.

فخريج أكاديمية "لا ماسيّا" يعتبر من الآمال القليلة المتبقية لبرشلونة من أجل البقاء بين أندية النخبة في القارة العجوز.

وحتى قبل دخول فاتي في الدقيقة 81 لخوض أول مباراة له منذ نوفمبر 2020، لفت المراهقان غافي (17 عاماً) ونيكولاس غونساليس (19 عاماً)، خرّيجا أكاديمية "لا ماسيّا" أيضاً، الأنظار ما ينبئ بجيل جديد قد يبني الفريق عليه آماله الى جانب فاتي وريكي بوتش وآخرين

وسجل الهولنديان ممفيس ديباي ولوك دي يونغ الهدفين الأولين، مؤكدين أن الإدارة ليست مخطئة على الدوام بعدما راهنت عليهما هذا الصيف لضمهما من ليون الفرنسي وإشبيلية الإسباني على التوالي.

ومن المؤكد أن ليفانتي ليس من عيار بنفيكا الذي يأمل الاستفادة من عامل الأرض لكي يعوض اكتفائه بنقطة في الجولة الأولى بتعادله خارج ملعبه مع دينامو كييف (صفر-صفر).

وما يعقد مهمة النادي الكتالوني أن بنفيكا لم يذق طعم الهزيمة هذا الموسم وخرج منتصراً في عشر من مبارياته الـ12 حتى الآن على الصعيدين المحلي والقاري.