شعاره "أثر القراءة لا يزول" : القارئ التونسي أمين شعبان من بين المترشّحين لنهائي مسابقة "إقرأ" 2025

الشعب نيوز / ناجح مبارك - أعلن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) عن أسماء القرّاء الستّة المتأهّلين إلى نهائيات مسابقة " إقرأ للعالم العربي 2025" في دورتها العاشرة، التي تُقام هذا العام تحت شعار: "أثر القراءة لا يزول"، وذلك للتّنافس على لقب "قارئ العام" خلال الحفل الختامي المنتظر يومي 5 و6 ديسمبر 2025 على مسرح إثراء في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية.
* من بين آلاف المشاركين
ومن بين آلاف المشاركين العرب الذين خاضوا رحلة ثقافية استمرّت عامًا كاملًا، تأهّل 06 قرّاء من 05 دول عربية، كان من بينهم التّونسي أمين شعبان.
حين يبلغ قارئ تونسي نهائي مسابقة عربية، فإن الوطن كلّه يشعر بالفخر ، وبشيءٍ من الأمل في أن تظلّ الكلمة التونسية حاضرة في محافل الفكر والإبداع .
* مسيرة ومسار
هكذا يمكن تلخيص مسيرة الشاب أمين شعبان، الذي سيمثّل تونس في نهائيات مسابقة "أقرأ للعالم العربي 2025"، التي ينظّمها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، إحدى مبادرات أرامكو السعودية.
الحدث الذي يجمع آلاف القرّاء العرب من مختلف الأعمار والبلدان، يُقام هذا العام تحت شعار: «أثر القراءة لا يزول».
على مدى عامٍ كاملٍ من التصفيات والمقابلات والورش الفكرية، خاض المشاركون رحلة شاقّة مع الكتابة والمناظرة والتحليل، حتى بقي في النهائي ستة قرّاء من خمس دول عربية: عبد الإله البحراني من السعودية، أمين شعبان من تونس، يونس العساوي وهبة ياموت من المغرب، سارة بن عمار من الجزائر، ونسرين أبوليفة من ليبيا.
* موعد يومي 5 و6 ديسمبر
هؤلاء هم الذين سيعتلون ركح مسرح "إثراء" في الظهران يومي 5 و6 ديسمبر 2025، للتنافس على لقب «قارئ العام».
ولعلّ الأهم في هذه المسابقة ليس اللقب في حد ذاته، بل الرحلة التي تعيد الاعتبار إلى فعل القراءة في زمنٍ صارت فيه الصورة تختصر الفكرة.
لقد تحوّلت "إقرأ" منذ تأسيسها سنة 2013 من مبادرة محلية صغيرة في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية إلى مشروع ثقافي عربي متكامل، احتضن حتى الآن أكثر من 417 ألف قارئ وقارئة.
وفي دورة 2025 وحدها، بلغ عدد المشاركين 192 ألفًا، في رقمٍ قياسيّ يعكس تعطّش الأجيال العربية للمعرفة حين تجد الفضاء الملائم والمحفّز الحقيقي.
* القارىء الفاعل
تقوم المسابقة على فلسفة واضحة: أن القارئ ليس متلقّيًا سلبيًا بل فاعلًا ومؤثّرًا في محيطه.
ومن هنا جاء المسار التكويني للمتأهّلين، حيث خضعوا لورش مطوّلة في الكتابة والخطابة والمناظرة، وشاركوا في لقاءات مع كتّاب ومفكرين عرب، بإشراف لجنة تحكيم ضمّت أسماء معروفة مثل طارق خواجي، بشرى خلفان، أحمد الزين، وعبد الرحمن مرشود.
بالنسبة إلى تونس، تمثّل مشاركة أمين شعبان امتدادًا طبيعيًا لتاريخها الثقافي، بلدٌ أنجبت قرّاء ومفكرين.
ولعلّ ما يميّز تجربة شعبان هو أنّه يأتي من جيلٍ يرى في القراءة مقاومةً ناعمة ضد التفاهة وضد الاستسلام للسطحية، في زمنٍ لم يعد فيه الكتاب في مقدّمة المشهد كما كان.
* تونس و المشروع العربي
إنّ صعود قارئ تونسي إلى نهائي "إقرأ" ليس حدثًا عابرًا، بل إشارة رمزية إلى أنّ المشروع الثقافي العربي يمكن أن يستعيد عافيته إذا ما وُجد من يؤمن بأنّ الكلمة فعل تغيير.
في ديسمبر القادم، حين يعتلي أمين المنصّة في الظهران، سيكون محاطًا بأضواءٍ كثيرة، لكنّ النور الحقيقي سيبقى ذاك الذي يولده القارئ حين يفتح كتابًا، فيصير أكثر وعيًا، وأكثر انتماءً، وأكثر إنسانية.



