ثقافي

محمد الغزّي ينبهنا، شعرا، الى محاذير وجب الاحتياط لها قبل بلوغ القيروان

الشعب نيوز/ وسائط - دفن اليوم الجمعة في مقبرة قريش بالقيروان، الشاعر المبدع والاستاذ الجامعي محمد الغزّي. وقد حضر لتوديعه عدد كبير من زملائه وطلبته وتلاميذه الى جانب عدد هام من مريديه من أحباء الشعر، فضلا عن افراد عائلته واقاربه واجواره ومواطني المدينة.

مات محمد الغزّي جسدا ودفن ولكن شعره باق وكذلك انتاجاته الادبية ومطارحاته الفكرية. كتب والف من الشعر أروعه واحبه للناس ومنه هذا الذي يلي:

قبل أن تبلُغ القيروان  

ستَفِيءُ إلى شجرٍ لستَ تَعْرِفُه، وتميل إلى مدُنٍ أنتَ تجهلُها

وتجيءُ بوادي لا النّخلَ دانٍ بهنّ

ولا شجرُ الْهُنْدُباء قريبُ.

قبل أن تبلغ القيروان

سوف تَدْلُجُ في طرق لستَ تَأْلَفُها، وستدخلُ بادية لست تعلَمها

وترى اللَّيْلَ قبل انْقِداح الحجارة،

والأرضَ قبل انحِدار السُّلالة، والكونَ قبل انتظام الفصول.

قبل أن تبلغ القيروان

سوف تُبْصِرُ قُصَّادها بين حِلٍّ ومُرْتَحِلِ، و قوافلَها بين بَادٍ ومُنتَجِعِ

وترى الرّيح من قبل نشأتها

والكواكبَ من قبل دورتها

والعناصرَ قبل انبثاق العصور

قبل أن تبلُغ القيروان

سوف تأوي إلى اِمرأة لست تذكُرُها، وستأكل فاكهةً لست تعرفها

وترى اللّيل قبل اشتعال الكواكب،

والأرضَ قبل انعتاق العواصف،

والعُشب قبل اندلاع الفصول.

قبل أن تبلغ القيروان

ستُبَدِّدُ في الرّياح أسْماكَكَ الْمَيِّتات، تُلقي إلى البحر

راياتِك الباليات وسوف

تخوض في مُدْلَهَمٍّ للظلام وحيدا

يُمَنّيكَ وَعْدٌ بقرب الحلول

قبل أن تبلغ القيروان

سوف تسأل سابلةَ اللّيل عن بابها،

وستذرِف أعوامَك الباقياتِ على دربها

وستعلَم من بعدِ أن تهْرَم الرّوح

أنّك لن تَسْتَدِلَّ إليها السّبيل.