نقابي

في حوار خاص مع السيد جيلبير هنغبو المدير العام لمنظمة العمل الدولية : سنعمل على الدفع من أجل تجديد دينامكية الحوار الإجتماعي بتونس

الشعب نيوز / نصر الدين ساسي - في إطار الزيارة الرسمية التي يؤديها إلى تونس السيد جلبير هنغبو المدير العام لمنظمة العمل الدولية والتي شملت لقاءات مع اعضاء الحكومة التونسية وممثلي إتحاد الصناعة والتجارة إلتقى المدير العام أمس وفدا نقابيا من الإتحاد العام التونسي للشغل برئاسة الأخ نورالدين الطبوبي الأمين العام للإتحاد وحضور الإخوة والأخوات أعضاء المكتب التنفيذي الوطني وقد تطرق اللقاء إلى عدد من المحاور والملفات ذات الصلة بواقع الحوار الإجتماعي ومناخه العام وكذلك تداول راهن الحقوق والحريات النقابية خصوصا بعد الإثارة التي تقدمت بها منظمة حشاد صلب لجنة المعايير بالمنظمة الدولية. بهذه المناسبة كان لنا حوار مع السيد جيلبير هانغبو حول هذه الزيارة وموضوعات أخرى مرتبطة بأنشطة المنظمة وبرامجها في تونس والمنطقة العربية. 

* مشاركتك الأخيرة في المؤتمر العربي للعمل بالعراق وكذلك لقاءاتك مع عديد القادة النقابيين والسياسيين في المنطقة العربية هل تندرج هذه اللقاءات في إطار حشد المزيد من الدعم لمقترحك لتحالف دولي من أجل العدالة الاجتماعية؟

نعم بالفعل إنّ تعزيز العدالة الاجتماعية مسألة حيوية وهامة في جميع أنحاء العالم وهي في جوهر اهتماماتي ورسالتي في موقعي هذا كمدير عام لمنظمة العمل الدولية. وفي هذا الإطار تلعب النقابات في المنطقة العربية وسائر العمال وكافة فئات المجتمع دورًا هامًا في هذا الصدد وذلك بالنظر إلى تاريخيتهم وخبراتهم الواسعة وكذلك الشأن بالنسبة للاتحاد العام التونسي للشغل حيث أثبت التاريخ الدور الكبير الذي لعبته هذه المنظمة وما تزال في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية.

ويمكن القول أن مجمل اللقاءات التي عقدتها مؤخرا سواء مع وزراء العمل العرب أو مجلس التعاون الخليجي وكذلك عديد المسؤولين السياسيين بالمنطقة العربية من المغرب والشرق الأوسط وذلك لضمان انخراط الجميع في إنجاح هذه المبادرة.

* ماهي طبيعة الإجراءات الخصوصية التي يمكن أن تتخذها منظمة العمل الدول من أجل دعم الدول العربية التي تواجه أزمات إقتصادية متصاعدة أو زمن الحروب كما هو الحال في فلسطين المحتلة؟ 

 يُمكن تقسيم دور منظمة العمل الدولية إلى ثلاثة محاور رئيسية منها  التدخلات العاجلة وإدارة الأزمات حيث تلعب المنظمة دورًا هامًا في تقديم المساعدة الفورية للعمال المتضررين من الأزمات مثل الصراعات أو الكوارث الطبيعية أو الحروب ولكم في الوضع المحزن الذي تعيشه فلسطين منذ شهر أكتوبر الماضي نموذج حيث تلقينا العديد من نداءات الاستغاثة من العمال الفلسطينيين عبر نقاباتهم هناك وقد تدخلنا بصفة عاجلة لحلحلة أوضاع العمال سواء في الأراضي المحتلة أو في قطاع غزة.

دور المنظمة كذلك يبرز في مساعدة الدول الأعضاء على دعم إعادة بناء المؤسسات لمجابهة الأزمات والخروج منها على غرار مؤسسات الحماية الاجتماعية والأمان الاجتماعي والإحصاءات وإصدار قوانين العمل ومراجعة سياسات التوظيف في فترات الأزمات كما تهتم منظمة العمل الدولية أيضا بالمساعدة من أجل الرفع من الاستثمارات التي تمكن من خلق فرص كثيرة ومستدامة والجميع يعرف أن الأزمات تؤثر في سوق العمل لذلك من الضروري بالنسبة لنا التشجيع على الإستثمارات ذات القدرة التشغيلية العالية.

* يمر الحوار الاجتماعي في بعض بلدان المنطقة بما في ذلك تونس بأزمة ما هي الإجراءات التي يمكن أن تعتمدها المنظمة لإعادة إحياء الحوار الاجتماعي في المنطقة العربية وفي تونس؟

بالفعل يواجه الحوار الاجتماعي على مستوى العالم أزمة أولا على المستوى "الجيوسياسي" حيث نرى بالفعل تبعات غياب الحوارات الإجتماعية والسياسية وثانيا على مستوى عالم العمل حيث نشعر بالفعل بقلق كبيرمن تنامي عدد الطلبات والشكاوي التي نتلقاها والتي بعد النظر فيها يتضح أنها ناجمة عن غياب الحوار الإجتماعي.

لذلك نحن نصر دوما ونعمل على تجذير العمل الثلاثي من أجل إعادة تنشيط ,إحياء الحوار الإجتماعي وأعتقد أن هذا الهدف يمكن تحقيقه. لذلك سنواصل العمل في تونس كما في بقية بلدان المنطقة مع العمال وأرباب العمل لذلك سيكون لي لقاء بممثلي إتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية التونسي وذلك بعد لقاء ممثلي الحكومة التونسية وسنعمل على الدفع من أجل تجديد دينامكية الحوار الإجتماعي بتونس.

* مع إزدياد انتهاكات الحقوق والحريات النقابية من خلال تقارير لجنة المعايير صلب منظمتكم هل تعتقد أن نظام التمثيل الثلاثي ما يزال قادرًا على ضمان احترام هذه الحقوق والحريات وبناء توافقات قوية؟

نعم، إن ضمان احترام الحقوق النقابية هو أساس وجود منظمة العمل الدولية فهي قائمة على أساسين مهمين أولا إقرار معايير العمل الدولية وإصدارها ومتابعتها وثانيا دعم وإسناد الأطراف الإجتماعية والدول الأعضاء المنظوية تحت لواء المنظمة لإيجاد الحلول والتوافقات لبناء المستقبل وهناك أحيانا حالات من الغضب والقلق جراء سجن العمال أو قتلهم أثناء ممارستهم لمهامهم النقابية وهذه إنشغالات نتفهمها ونتفاعل معها ودعني أقول أن المنظمة تتلقى في جانب اخر شكاوي من أصحاب العمال لذلك نحن نحرص على مساعدة النقابات وأصحاب العمل ودعوتهم قدر المستطاع إلى التركيز على النشاط النقابي وعدم الإنجرار خلف أنشطة غير نقابية مثل الأنشطة السياسية التي يمكن أن تعقد بعض الأمور وذلك دون أن ننسى أن الأنشطة السياسية أحيانا تكون مرتبطة عضويا بالأنشطة النقابية هي بالفعل وضعية معقدة في بعض الأحيان لكننا صلب في منظمة العمل الدولية نضعها صلب إهتماماتنا وإنشغالاتنا .

رئيس الجمهورية يلتقي المدير العام لمنظمة العمل الدولية

وكان رئيس الجمهورية قيس سعيّد، استقبل ظهر الأربعاء 3 جويلية 2024 بقصر قرطاج، السيّد جيلبار هونغبو Gilbert HOUNGBO، المدير العام لمنظمة العمل الدولية.

وكان هذا اللقاء فرصة تحدث خلالها رئيس الدولة عن نضالات الشغّالين وعن بداية ظهور فكرة منظمة عمل دولية في أواخر القرن التاسع عشر قبل أن يتم إنشاؤها في مؤتمر فارساي إثر الحرب العالمية الأولى ولتصبح، إثر تأسيس منظمة الأمم المتحدة، إحدى المؤسسات المتخصصة التابعة للمنظمة الأممية.

وأكد رئيس الجمهورية في استعراضه لهذه المراحل التاريخية على النضالات من أجل إقرار الحق في العمل وفي تحقيق العدالة الاجتماعية.

وشدد رئيس الدولة على أننا اليوم في تونس وفي العالم بأسره نتطلع إلى الحق في الشغل وإلى ضمان حقوق الشغالين على أساس العدل لأن السلم والأمن والاستقرار داخل الدول لا يمكن تحقيقها كلها إلا في ظل عدالة تنصف الجميع.

وأشاد رئيس الجمهورية بمبادرة المدير العام للمنظمة بإنشاء ائتلاف عالمي من أجل العدالة الاجتماعية مؤكدا على أن العالم اليوم في حاجة إلى مثل هذه المبادرات وإلى فكر جديد لرفع التحديات التي تواجهها الإنسانية جمعاء.