برنامج تدريبي قائم على تقنية «الواقع الافتراضي» لمتفقدي الشغل في دولة قطر
في جهد يرمي إلى تعزيز السلامة والصحّة في العمل تطوير قدرات متفقدي الشغل، تعاونت وزارة العمل في دولة قطر مع منظّمة العمل الدولية لإعداد برنامج تدريبي قائم على تقنية «الواقع الافتراضي» يُحاكي مواقع أعمال البناء ويتطرّق إلى أبرز المسائل المتعلّقة بالصحّة والسلامة المهنية.
في إطار جهودهما المتواصلة لتعزيز صحة العمّال وسلامتهم في أماكن العمل، تُطلق منظّمة العمل الدولية ووزارة العمل في قطر، بالتعاون مع مركز التدريب الدولي التابع للمنظّمة، برنامجًا تدريبيًّا قائمًا على تقنية الواقع الافتراضي التفاعلي بهدف تعزيز مهارات وكفاءات متفقدي الشغل في قطر، في خطوة مكمِّلة للدورات التدريبية التقليدية.
وسيُزوّد متفقدو الشغل بجهاز الواقع الافتراضي الذي يسمح لهم باستكشاف بيئة افتراضيّة تُحاكي مواقع البناء النموذجيّة في قطر بدقّةٍ بالغة تتماهى مع الواقع. وسيتعيّن على متفقدي الشغل رصد المخالفات والأخطار والسلوكيات الشديدة الخطورة وتصحيحها.
وبالإضافة إلى الكشف عن المخالفات عن طريق المشاهدة والملاحظة، على متفقدي الشغل أن يجيبوا عن الأسئلة المتعلقّة بالأخطار أو مصادر الأخطار التي تمكّنوا من رصدها في موقع العمل الافتراضي. وقد صُمِّمَت الأسئلة بطريقةٍ تُساعِد المتدرّبين على التفكير في أنظمة الصحة والسلامة المهنيّتَيْن وفهم سبب وضع هذه الأنظمة في الأساس. ويمكن تكييف هذا التدريب ليُناسِب شتّى المُستخدِمين والسياقات، وهو يسمح للمتفقدين بتقديم إرشادات أفضل لأصحاب العمل والعمّال حول تدابير السلامة في مكان العمل
ووفقًا لـتقريرٍ صادرٍ عن منظّمة العمل الدولية في عام 2021 ، تشكّل حالات السقوط من الأماكن المرتفعة والحوادث المروريّة أبرز أسباب الإصابات الخطيرة والوفيات في دولة قطر، تليها الأجسام المتساقطة في مواقع العمل. انطلاقًا من ذلك، يتضمّن تمرين الواقع الافتراضي ما مجموعه 40 خللًا في موقع البناء، وهي تُحاكي الأسباب الأكثر شيوعًا للحوادث والوفيات في أماكن العمل.
في هذا السياق، قالَ ماكس تونيون، رئيس مكتب مشروع منظّمة العمل الدولية في الدوحة: «نشعر بالحماس تجاه إدخال عنصر التكنولوجيا وإضفاء الإثارة على أسلوب التدريب التقليدي. فتحويل التدريب إلى لعبةٍ افتراضية سيُقدِّم للمُستخدِمين سبلًا جديدة ومشوّقة للتفاعل - كما سيُساعِد المفتّشين على اكتساب المعلومات المتعلّقة بأنواع محدّدة من الأخطار، وكذلك الممارسات التي يجب اتّباعها عند إجراء زيارات ميدانية على أرض الواقع».
في نهاية التدريب، يحصل المتدرّبون على علامة تقييم بناءً على عدد المخالفات التي عثروا عليها وإجاباتهم عن الأسئلة المطروحة.
ويندرج برنامج الواقع الافتراضي في إطار الجهود التي تبذلها دولة قطر على نطاقٍ أوسع لتعزيز السلامة والصحّة المهنيّتَيْن، على المستويَيْن السياساتي والاستراتيجي.
تعليقًا على هذا الموضوع، صرَّحَ السيّد زايد سهيل المزروعي، رئيس قسم السلامة والصحّة المهنيّتَيْن في وزارة العمل القَطَرية قائلًا: «تولي دولة قطر أهمية كبيرة لمسألة السلامة والصحّة المهنيّتَيْن، وقد وضعت سياسات واستراتيجيات وخططًا شاملة للحدّ من الحوادث والإصابات والأمراض المرتبطة بالعمل». وأضاف: «تحرص الوزارة حرصًا شديدًا على تطوير وتحديث مهارات مفتّشي العمل، وترُحِّب بأيّ فُرَص جديدة لتحسين مستوى أدائهم».
هذا ومن المُقرَّر إطلاق هذا التدريب في الثلاثية الأولى من العام 2022. وتضفي هذه الخطوة عنصر الابتكار على برامج التدريب التي تتميّز في الأساس بمستوى عالٍ من الفعالية والتي تنظّمها وزارة العمل لمتفقدي الشغل في قطر أو تُخطِّط لتنظيمها في المستقبل وذلك بالتعاون مع مكتب مشروع منظّمة العمل الدولية في الدوحة.
ويمكن أن تستفيد متفقدو الشغل في كلّ أنحاء العالم من برنامج التدريب القائم على تقنية الواقع الافتراضي وذلك عن طريق شراكات متنوّعة مع منظّمة العمل الدولية. ولضمان سهولة الوصول على نطاق أوسع، يمكن أيضًا تشغيل البرنامج على جهاز كمبيوتر عادي.
تُشكِّل هذه المبادرة المبتكرة مثالًا ممتازًا على دور التكنولوجيا في دعم المؤسّسات التي تعنى بإدارة وتفقد الشغل كي تصبح عصريّة وتتّسم بالاتّساق والتّنسيق.