نقابي

اطباء وصيادلة الصحة العموميّة، محبطون وغاضبون من استهتار السلطة بالوضع الكارثي للقطاع

الشعب نيوز / خليفة شوشان . انعقدت اليوم بمدينة الحمامات أشغال الهيئة الإدارية القطاعية للنقابة العامة للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان برئاسة الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية الأخ محمد الشابي، وبحضور الأخ سامي الطاهري الأمين العام المساعد المسؤول عن الاعلام والنشر والاخ عماد الخليفي الكاتب العام للنقابة والاخوة الكتاب العامون اعضاء الهيئة الاداريّة، وذلك للنظر في الوضع العام الذي يعيشه القطاع، امام تعطل المسار التفاوضي مع سلطة الاشراف والصعوبات التي يمرّ بها القطاع في ظل التهميش واللامبالاة والتنكر للاتفاقيات والاستنزاف غير المسبوق للكفاءات الطبية.اطباء وصيادلة الصحة العموميّة، محبطون وغاضبون من استهتار السلطة بالوضع الكارثي للقطاع

* المرفق العمومي في أصعب حالاته وقطاع الصحّة وكفاءاته أكثر المتضررين

افتتح الهيئة الادارية الأخ محمد الشابي حيث أكد على الصعوبات التي تشهدها مختلف القطاعات وعجز الحكومة عن الوصول الى حلول واكتفائها بالاستناد على المنشور 20 للتحلل من التفاوض رغم الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد.

وتطرق الاخ الشابي الى المفاوضات الماراطونية التي خاضها الاتحاد للتوصل الى اتفاق للزيادة في الأجور.

وخلص الاخ الشابي إلى تمسك الاتحاد بالمرفق العمومي وبضرورة إصلاحه وعلى رأسه المنظومة الصحية التي تعتبر من أهم الأولويات.

* الأخ سامي الطاهري: المخاطر محدقة بالبلاد

خلال مداخلته الموجزة حول الوضع العام الذي تمر به البلاد أشار الاخ سامي الطاهري الى حالة الضبابية والغموض غير المسبوقين الذين تشهدها البلاد خلال هذه الفترة، والى تعمَق الأزمة في جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

واعتبر الاخ سامي أن خطورة العوامل الداخلية تنضاف اليها المخاطر الخارجية المحدقة اصبح يتهدد الدولة بالتفكك وهو تعيش ما وصفه بحالة "الموت السريري". ولم يخفي الاخ سامي ان الاوضاع التي تسير فيها البلاد لم يعشها الاتحاد سابقا، وأنها لا تبعث على الاطمئنان وان كلّ شيء بات ممكن في المستقبل.

* الأخ عماد الخليفي؛ مسار تفاوضي صعب وجحود موجع

من جهته استعرض الاخ الكاتب العام للنقابة العامة للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الأخ: عماد الخليفي خلال تدخله مجمل المسار التفاوضي الذي خاضته النقابة العامة مع سلطة الإشراف خلال الفترة السابقة حول مجمل المطالب القطاعية والصعوبات التي واجهتها، وما اتسم به السلوك الوزاري من تعطيل وتلاعب وانعدام للمسؤولية تحت مبرر وبتعلة الانضباط للمنشور 20.

وابرز الأخ الخليفي حجم الاشكاليات الخطيرة وتعقد الازمات التي تعصف بالقطاع خاصة مع جائحة كورونا التي كان ابناء القطاع في الصفوف المتقدمة والخنادق الاولى لمواجهتها عزلا ودون أدنى الامكانيات والتجهيزات.

وكان لهم شرف رفع تحدي القيام بجرعات التلقيح وتعميمه، مقدمين العشرات من الضحايا. ليواجهوا بعد ذلك بالجحود والانكار وعدم الاعتراف رغم كل التضحيات التي قدموها، دون أن ينالوا مجرد الشكر.

* الاخوة اعضاء الهيئة الادارية؛ غضب وصيحة فزع لانقاذ القطاع وكفاءاته

تداول الاخوة أعضاء الهيئة الادارية خلال مداخلاتهم العديد من الاشكاليات والمصاعب التي تواجه القطاع وابنائه.

وقاموا بتشريح الاوضاع المترديّة للمؤسسات الصحية العمومية التي باتت مهددة بالانهيار في ظل التدهور الشامل في البنية التحتية وتٱكلها وافتقادها ابسط التجهيزات.

الى جانب تراجع الاوضاع المادية والاجتماعيّة للاطباء الأمر الذي شكل بيئة موبوءة ساهمت في تفشي ٱفة العنف والاعتداءات على الاطارات الطبية وشبه الطبية وتحميلهم مسؤولية الخدمات الطبية المتراجعة والمفقودة أحيانا داخل المستشفيات العمومية.

لم يخفي الاخوة أعضاء الهيئة الادارية حالة الغضب العامة بين صفوف الاطارات الطبية، خاصة في ظل تسمّم مناخات العمل وانغلاق الافاق المهنية للاطارات الطبيّة بعبثية النقل وعدم خضوعها للحد الادنى الانساني، وتجميد الترقيات وتهافت المنح الزهيدة والمهينة التي تمنها سلطة الاشراف لهم مع الكيل بمكيالين واخضاعها للمحاباة، ومن المفارقات التي اشار اليها المتدخلون بؤس منحة الجوائح التي اعتبروها تبقى "وصمة عار" في وجه السلطة يتمتع بها الاداريون ويحرم منها احيانا الاطباء.

كما جدد اعضاء الهيئة الادارية تمسّكهم بالرفض المطلق للامر الحكومي عدد 341 المسقط من سلطة الاشراف والذي زاد الأزمة تعقيدا.

أوضاع وصفوها بالبائسة دفعت بالكثيرين الى الدخول في حالة من الاحباط والتفكير في الاستقالة الجماعية ومغادرة المستشفيات العمومية واختيار الحلول الفردية والخلاص الذاتي والهجرة الى الخارج، خاصة امام كثرة الاغراءات، بما يزيد تعميق أزمة المؤسسات ونزيف الكفاءات الطبية خاصة في ظل النقص الفادح للاطباء في المؤسسات الصحيّة.